د. الفاتح يس يكتب : الرئيس الأمريكي ترامب والهروب من باريس

على ما اعتقد أن واشنطون أدارت ظهرها في وجه ملف وقضية تغير المناخ التي تؤرق العالم كأكبر قضية شهدها.
ربما أمريكا وعلى رأسها رئيسها ترامب لديه شكوك وغير مقتنع بوجود ظاهرة تغير المناخ من أساسه، تلك الظاهرة التي أصبحت تهدد الحياة على كوكب الأرض؛ إن إستمرت الإنبعاثات الكربونية بهذا المستوى.
خسارة كبيرة للعالم ولصندوق المناخ بإنسحاب أمريكا من إتفاقية المناخ باريس، وكانت ستكون مكسب؛ إن إلتزم أنصار البيت الأبيض بهذه الإتفاقية؛ لأن أمريكا تعتبر ثاني أكبر الدول المتسببة في ظاهرة الإحتباس الحراري؛ بسبب إنتاجها الكبير من الوقود الأحفوري والمشتقات الهيدروكربونية والغاز الطبيعي، والذي تضررت منه الدول الفقيرة خاصةً الدول الأفريقية والدول القريبة من خط الاستواء.
ترامب لا يريد أن يتقيد بالإلتزام الدولي المناخي بأن تدفع وتمنح الدول الصناعية المتسببة في التغير المناخي مبالغ مالية للدولة الفقيرة المتضررة من هذا التلوث المناخي، والمنح بلاشك تكون في شكل مشروعات مستدامة بتطبيق سياسات الإقتصاد الدائري والأخضر مثل مشروعات الطاقات المتجددة وحصاد المياه والزراعة العضوية وغيرها من التنمية المستدامة.
إنسحاب ترامب كان متوقعا منذ تصريحاته السخيفة في القمة الأخيرة التي إنعقدت في أذربيجان في نوفمبر العام الماضي، وحرفيا أمريكا إنسحبت من إتفاقية باريس خلال فترة الولاية الأولى لرئاسة هذا الترامب؛ إلا أن عملية الإنسحاب لم تكتمل حينها، وتم التراجع عنها بمجرد بداية رئاسة بايدن.
يتطلب من أمريكا تحرير خطاب رسمي للأمم المتحدة بالإنسحاب، وربما يأخذ عام كاملا؛ حتى يدخل حيز التنفيذ.
خروج أمريكا من إتفاقية باريس للمناخ ٢٠١٥؛ يعني تمسكها ونيتها في الإستمرار في الإقتصاد الكلاسيكي الذي يهتم بالربح، دون أي إعتبارات لأي إستدامة ولا المحافظة على البيئة ولا أي أخلاق أو ضمير إنساني.
الإنسحاب الأمريكي يعني مزيدا من الإعتماد على المحروقات وزيادة النفايات الخطرة؛ وبهذا تقل الجهود العالمية لمجابهة هذه القضية الخطيرة؛ بسبب أن البيت الأبيض يريد ضمان وإستمرار مصالحة التجارية البحتة وإن كانت على حساب كوكب الأرض بزيادة معاناة الدول الفقيرة.
د. الفاتح يس
أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والإستدامة
شكراً جميلا الميثاق الاخباريه
شكرا جزيلا على التعليق