مقالات

بريق من الأمل .. كتب صدام عبد المحمود ( العودة الى الديار)

كنت اتابع أخبارها عن كثب كيف لا وهي السودان الصغير وطن الآباء والأجداد درة  النيل الأبيض مدينة ودالزاكي، تتميز بطبيعتها الخلابة حيث اتخذها النيل عروساً لها وتوجته فارس حياتها الذي يمتطي حصان الأمنيات ، هي ذات نسيج إجتماعي متماسك ومتناقم عبر جزورها الضاربة في عمق التاريخ تزينها الخلاوي المترامية على أطرافها شعلة قرآن لاتنطفي

حتى إعلانها بقعة طاهرة كما كانت من دنس المرتزقة الاوباش زفت إلينا قواتنا المسلحة الباسلة الخبر واستقبله الجميع بدموع الفرح وعشنا أياماً لم يزر النوم فيها أعيننا فرحاً وتهيئاً للعودة حتى اتانا الضوء الأخضر  إيذاناً بالرجوع

بينما كان فبراير منشغل بترتيب أوضاعه يهم بالمغادرة لم نعطه فرصه وداع وركبنا احد صباحاته الباردة متجهين صوب مسقط راسنا ناخذالدفء من حنيننا والأشواق التي تعترينا ،كلاً منا يمني نفسة بأحتضان الأم الحنون والعشق الأبدي( ودالزاكي) كان الطريق طويلاً وكأننا نذهب من حلفا لنمولي الكل شارد الذهن مشتت الأفكار مختلط المشاعر أحياناً تجري الدموع على الخدود دون استأذن حتى ظهرت معالمها كضوء في نفق مظلم لأول مرة ومنذ أكثر من قرنين من الزمان نجدها خاويه وقد انعدمت فيها الحياة استقبلنا مظاهر الخراب والدمار الممنهج لمقدراتنا، متبقي الاثاث مبعثر على الطرقات بعد أن نهب ودمر المتبقي والأبواب مفتوحة على مصراعيها تعانق بعضها بين الفينة والأخرى فرحاً بقدومنا، دخلنا بيوتنا ولم نجد دلالة على أن إنسان كان يعيش هنا احرقوا بعض المنازل بالكامل أشعلوا النيران بمتبقي أثاث الخشب ( الموسكو) ليطهوا لحوم الحمير والكلاب وتأكدت من ذلك بنفسي  بعد أن وجدت الرؤوس والأرجل ووثقت لهذه المناظر البشعه الغير مألوفة للبشر بتقنية الفديو وهنا يأتي السؤال من هؤلاء ومن أين أتوا؟؟

لم يسجل التاريخ يوما أفعال كهذة ولا حرباً مثلها ولكن المليشيا ومن يعاونها كلاً سيذهب إلى مزبلة التاريخ وتصبح هذة الأيام في طي النسيان ويتعافي السودان الجميل ويصبح وطناُ شامخاً بين الدول لم يسقط ويرفرف عالياً رغم تكالب المحن كيف لا وقواتنا المسلحة والقوات المساندة لها تسطر التاريخ يوما بعد يوم تضرب أروع البطولات تثب عراقتها واحترافيتها ضدسبعه عشر دولة مسخرة كل مواردها للمليشا المتمردة ،حرب سيدرس في المعاهد العسكرية ويكتب في التاريخ بماء الذهب.
نصر الله جيشنا البطل وسدد رميهم وثبت أقدامهم.

اخيراً عادت الحياة للوطن الصغير ودبت الروح في جسده الطاهر واتنظمت محطات المياه وعادت شبكة الاتصال وجرت الدماء في عروق السوق حتى توفرت جميع الاحتياجات والخدمات الصحية في شكل عيادة طواري مصغرة في انتظار دخول المستشفى العام للخدمة بعد زيارة تفقدية قام بها مدير المستشفيات بوزارة الصحة مبشرا لنا بتوفير الاحتياجات وعوده الخدمات الصحية في أقرب وقت.

                                                               Sdammah9@gmail.com 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى