
لعلي أراك من بين هذه الإنتصارات وأنت تحت الثري ، نُثر عليك تراب الوطن في القيادة العامة التى ظللت فيها لأكثر من أشهر طوال ، لم تشتكي الأنين ولم تحكي حتي حالكم سوا أن تقول نحن بخير ونحمد الله على ذلك، وكان الصبر حليفك والثبات يقينك والشهادة كانت سعيك نلتها فهنيئا لك الجنة وهنيئا لنا بك.
كان حالنا أصعب من حالك قلقلاً عليك لانك تدثرت بالصبر ولباس التقوي، وحالك أصعب منا حال لأنك تخوض النار ونحن أفضل حال بعيداً عن نيران الفتن، والتى ما أن أخذتك منا حتي عادت لتفرقنا أباً التحق بك حزناً عليك وعلى ما ألم بالوطن، وتفرقنا إخوة ما عهدنا التفرق ولكن ظروف الحرب أجبرتنا جميعاً للنزوح للمناطق الآمنة تاركين الذكريات خلف الجدران والأمنيات تحت التراب والأحلام قد أصبحت رماد،تركناه هي حال الدنيا تعطيك وتأخذ منك هي دوامة الحياة للبقاء او الرحيل بأجل من الله، لم نترك الوطن باكمله ولكن فارقنا أرض الصبا والمنشأ، وكل زاوية وشارع وساحة وبيت يفتقد الآخر ويفتقدك أنت المهذب المحترم والموقر من صغير الحي وكبيرهم، رغم صغر سنك ولكنك أعقل من ما تكون وأنقى من دمع العيون.
هي مشيئة الله ما عسانا أن نقول غير إنا لله وإنا إليه راجعون. هؤلاء اخوتك وزملائك الأبطال قد زرفوا الدموع فرحاَ بفك الحصار وزيارتكم وتهنئتكم وهنيناً لكم الشرف الباذخ وعزيمتكم القوية والتحديات التى نجحتم فيها وسعيكم للإنتصارات وها قد تحقق مبارك عليكم.
فخري بك لأنك ذهبت ولم تترك شائبة ولا خطاء عليك ولا على أحد منك، فخري بك لأنك قلت الحق عندما انطلقت الرصاصة الأولى واندلعت الحرب ،أنهم ليسو على حق وان الوطن في حدقات العيون ونبض القلب وإنا لن نتهاون في الزود والدفاع عن الوطن ولم ولن نحنث لقسم ولائنا وسننتظر حتى النصر، والموت وأحد ولكل أجل كتاب .
هذه هي عبارات أخي الحبيب الغالي اتذكرها واتذكر طرائفه الجميله وابتسم أحيانا ً كأنه أمامي .
كن في امان الله وحفظه شهيداً تحتفي بك الملائكة .
الأحد الموافق ٢٦/يناير / ٢٠٢٥م
Email: monanon2@gmail.com